الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
قد يستبعد بعضنا النصر, فيقول:كيف ينتصر الشعب السوري الأعزل وقد تحزبت مع جيش بشار الأحزاب الظالمة من الفرس والروس, والقتال يدور في معظم المدن السورية, منذ أحد عشر شهراً, والقتلى والجرحى بالألوف, والمعتقلين والمشردين أضعاف ذلك ؟!
وقد يقال إن التفاؤل بالنصر والحالة هذه ليس له رصيد على أرض الواقع فكيف يمكن لشعبٍ أعزل لا يملك من المقومات سوى الحناجر والأيدي والقليل من الأسلحة الخفيفة أن يصمد أمام جيش مدجج بالسلاح ومُسَاندٍ من عدة جهات وقُوى, كيف يصدق هذا التفاؤل ؟ وما هذا الكلام إلا مجرد تغرير بهذا الشعب المكلوم المغلوب, وكلام نظري بعيد كل البعد عن الواقع ؟!.
فأقول واثقاً بوعد الله: لاشك في نصر الله لعباده المؤمنين عموماً وفي سوريا اليوم خصوصاً, ولكنني أسأله عز وجل أن يعجل نصره الذي وعد الله به في قوله سبحانه وتعالى:{أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ * الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ}.
نعم! هدمت المساجد ودكت المنازل بالمدافع والصواريخ,ولكن من ظن أن الله القوي العزيز لن ينتقم ممن هدم بيوته, ولطخ بدماء المصلين جدرانها؟! وأحرق المصاحف ودنسها بالأقذار! وقتل الأطفال والنساء ومُثِّل بهم. من ظن أن هؤلاء المجرمون يفلتون من انتقام الله فقد أساء الظن بالله, حاشاه وهو القائل:{وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُهَا وَإِلَيَّ الْمَصِيرُ }.
وقد يقول قائل :ليس بالضرورة أن يكون انتقام الله عاجلاً فيكون الأمر مجرد تفاؤل أو مزايدة لا رصيد لها من الواقع.
فأولاً: لاشك أن الله تعالى قدر الأمور بأسبابها ومن ذلك نصر المؤمنين على عدوهم وربط ذلك بأسباب عدة أهمها: الإيمان بالله وإقامة أركان الدين, وطاعته تعالى واجتناب معصيته؛ عندئذٍ يهيأ الله لهم النصر, ويحقق لهم وعده كما قال سبحانه:{وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ* الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ}. ثم بيّن الله تعالى الذين وعدهم النصر فقال:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ }.
فنصر الله للمؤمنين حق لاشك فيه فقد قال سبحانه وتعالى:{ وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ}.
ومنها: إعداد القوة, كما قال تعالى:{وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ..}.
ولكن الذي يقيس الأمور بالمقياس المادي لا يفقه قول الله تعالى:{كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ}.وإن كان الله سبحانه يبتلي عباده بما يشاء اختباراً وتمحيصاً لهم ثم يجعل العاقبة لهم كما في قوله سبحانه:{أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ}. وقوله عز وجل:{وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ}.
وثانياً: من تأمل الوقائع التاريخية الفاصلة, وعلم ميزان القوى فيها, وعرف كيف كانت نتائجها؛تبيّن له أن النصر بإذن الله سيكون حليف المسلمين في سوريا فقد تهيأ لهم عدد من أسباب النصر , ولم يبق إلا أن ينجز الله لهم وعده, فهو سبحانه القادر على كل شيء .
وسوف أستشهد على ذلك بنقل نبذة عن ثلاث معارك فاصلة دارت رحاها على أرض الشام كان النصر فيها للمسلمين رغم الفارق الكبير في العدد والعتاد .
فأولها معركة اليرموك: كان عدد جيش المسلمين فيها مابين ستة وثلاثين إلى أربعين ألفاً, بينما بلغ فيها جيش الروم مائتين وأربعين ألف, ثمانون ألفاً منهم مسلسلٌ بالحديد والحبال، وثمانون ألفاً فارس، وثمانون ألفاً راجل.
ولما التقى الصفان لم تر إلا مخاً ساقطاً، ومعصماً نادراً، وكفاً طائرة. ثم حمل خالد بمن معه من الخيالة على الميسرة التي حملت على ميمنة المسلمين فأزالوهم إلى القلب فقتل من الروم في حملته هذه ستة آلاف منهم.ثم قال: والذي نفسي بيده لم يبق عندهم من الصبر والجلد غير ما رأيتم، وإني لأرجو أن يمنحكم الله أكتافهم. ثم اعترضهم فحمل بمائة فارس معه على نحو من مائة ألف فما وصل إليهم حتى انفض جمعهم، وحمل المسلمون عليهم حملة رجل واحد، فانكشفوا وتبعهم المسلمون لا يمتنعون منهم.
ثانيها معركة حطين: التقى صلاح الدين بالصليبيين في تل حطين الذين جاؤوا بحدهم وحديدهم في خلق لا يعلم عدتهم إلا الله عز وجل، يقال كانوا خمسين ألفا وقيل ثلاثا وستين ألفا، وجيش صلاح الدين قرابة أثنا عشر ألفاً, فأقبل صلاح الدين ففتح طبرية وتقوى بما فيها من الأطعمة والأمتعة وغير ذلك، وحاز البحيرة في حوزته ومنع الله الكفرة أن يصلوا منها إلى قطرة، حتى صاروا في عطش عظيم، وجاء العدو المخذول، في جمعٍ من ملوكهم، فتواجه الفريقان وتقابل الجيشان، وأسفر وجه الإيمان وأظلم وجه الكفر والطغيان، ودارت دائرة السوء على عبدة الصلبان، وذلك عشية يوم الجمعة، فبات الناس على مصافهم, وأصبح صباح يوم السبت الذي كان يوماً عسيراً على العدو وذلك لخمس بقين من ربيع الآخر من سنة 583هـ فطلعت الشمس على وجوه الفرنج واشتد الحر وقوي بهم العطش، وكان تحت أقدام خيولهم حشيش قد صار هشيماً، وكان ذلك عليهم مشؤوماً، فأمر السلطان برمي بالنفط، فتأجج نارًا تحت سنابك خيولهم، فاجتمع عليهم حر الشمس وحر العطش وحر النار وحر السلاح وحر رشق النبال، وتبارز الشجعان، ثم أمر السلطان بالتكبير والحملة الصادقة فحملوا وكان النصر من الله عز وجل، فمنحهم الله أكتافهم فقُتِل منهم ثلاثون ألفاً في ذلك اليوم، وأسر ثلاثون ألفاً من شجعانهم وفرسانهم، وكان في جملة من أسر جميع ملوكهم.
وثالثها معركة عين جالوت: فبعد أن اكتسح التتار العراق ودمروا بغداد ساروا إلى الشام فعاثوا فيها تقتيلاً وفساداً, ثم أرسل هولاكو وهو نازل على حلب جيشاً مع أمير من كبار دولته يقال له: كتبغا، فلما بلغ سلطان مصر المظفر قطز ما كان من أمر التتار بالشام وأنهم عازمون على الدخول إلى ديار مصر بعد تمهيد ملكهم بالشام، بادرهم قبل أن يبادروه وبرز إليهم وأقدم عليهم قبل أن يقدموا عليه، فخرج في عساكره حتى انتهى إلى الشام واستيقظ له عسكر المغول وعليهم كتبغا، فأشير عليه بأنه لا قِبل له بالمظفر حتى يستمد هولاكو فأبى إلا أن يناجزه سريعاً، فساروا إليه وسار المظفر إليهم، في يوم الجمعة الخامس والعشرين من رمضان سنة 658هـ فاقتتلوا قتالاً عظيماً، فكانت النصرة ولله الحمد للإسلام وأهله، فهزمهم المسلمون هزيمة هائلة وقُتِل أمير المغول كتبغا وجماعة من بيته، واتبعهم الجيش الإسلامي يقتلونهم في كل موضع، واتبع الأمير بيبرس وجماعة من الشجعان التتار يقتلونهم في كل مكان، إلى أن وصلوا خلفهم إلى حلب، وهرب من بدمشق منهم فتبعهم المسلمون من دمشق يقتلون فيهم ويستفكون الأسارى من أيديهم، وجاءت بذلك البشارة ولله الحمد على جبره إياهم بلطفه فجاوبتها دق البشائر من القلعة وفرح المؤمنون بنصر الله فرحا شديدا، وأيد الله الإسلام وأهله تأييداً. [ بتصرف واختصار من البداية والنهاية لابن كثير]
وبعد فما نقلته من هذه الأخبار إلا تذكرة وتسلية لإخواني في الشام, وبشارة بنصر الله تعالى القريب إن شاء الله , فسترفرف أعلام النصر هنا في دمشق, وهناك في دير الزور, وفي درعا وحلب وفي حمص وحماة وعلى الشام كله. فالبشائر خير شاهد, وأصدقها رجوع الناس إلى دين الله, فتأملوا تلك الوجوه النيرة والتكبيرات المتوالية: الله أكبر الله أكبر..!
وأصدق تلك البشارات قول النبي صلى الله عليه وسلم:" طوبى للشام! طوبى للشام!" قيل: ما بال الشام؟ قال:"تلك ملائكة الله باسطو أجنحتها على الشام". رواه الترمذي وأحمد والحاكم وصححه ووافقه الذهبي وصححه الأرنؤوط.
وقوله صلى الله عليه وسلم: "إن الله عز وجل قد تكفل لي بالشام وأهله". رواه أبو داود وابن حبان والحاكم وقال صحيح, وصححه الألباني في الترغيب والترهيب.
ومع هذا وذاك فالله عز وجل يقول:{وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ }. ويقول سبحانه:{لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ*بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ *وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}.
اللهم انصر عبادك المؤمنين في الشام وثبت أقدامهم واجمع على الحق كلمتهم يا ذا الجلال والإكرام.
المصدر المختصر
الخميس، 17 مايو 2012
رسول الله يصف احداث اخر الزمان وكأنه يعيش بيننا اليوم
افيقوا يامسلمين !!! أحاديث أخر الزمان @
بسم الله الرحمن الرحيم
عن أنس بن مالك قال: ذكر في زمن رسول الله خسف قبل المشرق فقال رجل: يا رسول الله يخسف
بأرض فيها المسلمون؟
فقال:
"نعم إذا كان أكثر أهلها الخبث".
رواه الطبراني في الصغير والأوسط ورجاله رجال الصحيح.
و قال صلى الله عليه و سلم
(يكون في آخر هذه الأمة خسف و مسخ و قذف قيل :
يا رسول الله ! أنهلك و فينا الصالحون ؟ قال : نعم إذا ظهر الخبث)
رواه الترمذي و صححه الألباني
و قال صلى الله عليه و سلم
(ليكونن في هذه الأمة خسف و قذف و مسخ و ذلك إذا شربوا الخمور و اتخذوا القينات و ضربوا بالمعازف)
رواه ابن أبي الدنيا في ذم الملاهي و صححه الألباني
أقول هذا في شأن من يضرب المعازف فكيف بمن يقول إنها حلال إنا لله و إنا إليه راجعون
و قال صلى الله عليه و سلم
( إن الساعة لا تقوم حتى تكون عشر آيات : الدخان و
الدجال و الدابة و طلوع الشمس من مغربها و ثلاثة خسوف: خسف بالمشرق و خسف
بالمغرب و خسف بجزيرة العرب و نزول عيسى و فتح يأجوج و مأجوج و نار تخرج من
قعر عدن تسوق الناس إلى المحشر تبيت معهم حيث باتوا و تقيل معهم حيث
قالوا)
رواه الإمام مسلم
و قال صلى الله عليه و سلم
( يُوشِكُ أَهْلُ الْعِرَاقِ أَنْ لاَ يُجْبَىَ
إِلَيْهِمْ قَفِيزٌ وَلاَ دِرْهَمٌ. قُلْنَا: مِنْ أَيْنَ ذَاكَ؟ قَالَ:
مِنْ قِبَلِ الْعَجَمِ. يَمْنَعُونَ ذَاكَ. ثُمّ قَالَ: يُوشِكُ أَهْلُ
الشّأْمِ أَنْ لاَ يُجْبَىَ إِلَيْهِمْ دِينَارٌ وَلاَ مُدْيٌ. قُلْنَا:
مِنْ أَيْنَ ذَاكَ؟ قَالَ: مِنْ قِبَلِ الرّومِ. ثُمّ سكَتَ هُنَيّةً. ثُمّ
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ : "يَكُونُ فِي آخِرِ أُمّتِي خَلِيفَةٌ
يَحْثِي الْمَالَ حَثْياً. لاَ يَعُدّهُ عَدَداً)
رواه الإمام مسلم
وهاقد فرض على الشام و العراق حصار اقتصادي، ففرض
على العراق حصار من قبل العجم أجمعين، و على الشام حصار من قبل الروم .
أمريكا .، فانتظروا خليفة آخر الزمان.
و قال صلى الله عليه و سلم في الحديث العظيم
( فتنة الأحلاس هرب و حرب ثم فتنة السراء دخنها من
تحت قدم رجل من أهل بيتي يزعم أنه مني و ليس مني و إنما أوليائي المتقون ثم
يصطلح الناس على رجل كورك على ضلع ثم فتنة الدهيماء لا تدع أحدا من هذه
الأمة إلا لطمته لطمة فإذا قيل انقضت تمادت يصبح الرجل فيها مؤمنا و يمسي
كافرا حتى يصير الناس إلى فسطاطين فسطاط إيمان لا نفاق فيه و فسطاط نفاق لا
إيمان فيه فإذا كان ذاكم فانتطروا الدجال من يومه أو غده )
رواه الإمام أحمد و صححه الألباني
و تــأمل في الحــديث .. !!
جاء في عون المعبود شرح سنن أبو داوود
في شرح يصبح مؤمنا ويمسي كافرا
يصبح مؤمناً / أي لتحريمه دم أخيه وعرضه وماله
ويمسي كافرا / أي لتحليله ما ذكر ويستمر ذلك
إن ورائكم أهوالاً ... فتنبهوا ولا تغفلوا
فالله الله بالثبات على الحق ولا ترققن الفتن دينكم
حديث انحسار الفرات عن جبل من ذهب
روى البخاري في صحيحه في كتاب الفتن ( 8 / 100 ) باب خروج النار ، و مسلم
في كتاب الفتن ( برقم 2894 ) باب لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن جبل من
ذهب ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
لا تقوم الساعة حتى يُحْسَر الفرات عن جبل من ذهب
يقتتل الناس عليه ، فيقتل من كل مائة تسعة وتسعون ، فيقول كل رجل منهم :
لعلي أكون أنا أنجو .
و في رواية قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
يوشك الفرات أن يحسر عن كنز من ذهب فمن حضره فلا يأخذ منه شيئاً .
نفس المراجع السابقة ، ورواه أيضاً أبو داود ( برقم 4313 )
والترمذي ( برقم 2572 ) .
و عن عبد الله بن الحارث بن نوفل رضي الله عنه قال :
كنت واقفاً مع أبي بن كعب ، فقال :
لا يزال الناس مختلفة أعناقهم في طلب الدنيا ؟ قلت :
أجل ، قال :
فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
يوشك الفرات أن ينحسر عن جبل من ذهب ، فإذا سمع به الناس ساروا إليه ، فيقول من عنده :
لئن تركنا الناس يأخذون منه ليذهبن به كله ، قال : فيقتتلون عليه ، فيقتل من كل مائة تسعة و تسعون .
مسلم ( برقم 2895 ) .
و عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
لا تذهب الدنيا حتى ينجلي فراتكم عن جزيرة من ذهب ، فيقتتلون عليه ، فيقتل من كل مائة تسعة و تسعون
. رواه حنبل بن إسحاق في كتابه الفتن ( ص 216 ) بسند صحيح .
أخرج هذا الحديث بالإضافة إلى الإمامين البخاري و مسلم ، كل من عبدالرزاق
في مصنفه ( 11/ 382 ) عن أبي هريرة ، و الإمام أحمد في مسنده ( 2 / 306 )
عن معمر ، و في ( 2 /332 ) من طريق زهير ، و كذلك في ( 5 /139 140 ) عن
طريق كعب . وأبو داود في سننه ( 4/ 493) والترمذي في سننه ( 4 / 699 ) ،
وابن ماجة في سننه ( 2 / 1343 ) . كما أورده كل من الإمام أبي عمرو الداني
في كتابه السنن الواردة في أكثر من موضع . وأيضاً أورده الإمام الحافظ نعيم
بن حماد في الفتن في أكثر من موضع ، و أورده ابن كثير في كتابه النهاية في
الفتن والملاحم .
و قد جاءت ألفاظ أخرى شاذة للحديث المذكور ، وهي : ليحسرن الفرات عن جبل من
ذهب حتى يقتتل عليه الناس ، فيقتل من كل عشرة تسعة . أخرجه ابن ماجة في
سننه ( 2 / 1343 ) ، والإمام أحمد في مسنده ( 2 / 261 ، 346 ، 415 ) . قال
البوصيري : إسناده صحيح و رجاله ثقات : زوائد ابن ماجة ( 2 / 306 ) . و
الحديث أورده الحافظ في الفتح ( 13 / 81 ) ، و قال : و هي رواية شاذة ،
والمحفوظ ما تقدم من حديث أبي هريرة عند مسلم ، و شاهد من حديث أبي بن كعب :
من كل مائة تسعة و تسعون . و قال الألباني عنه : حسن صحيح دون قوله : من
كل عشرة تسعة ، فإنه شاذ . صحيح ابن ماجة ( 2 / 377 ) .
و كذلك وردت رواية أخرى عند نعيم بن حماد في الفتن ( برقم 921 ) من طريق
آخر عن يحيى بن أبي عمرو عن أبي هريرة مرفوعاً ، و فيه : من كل تسعة سبعة ،
و هو منقطع لأن يحيى روايته عن الصحابة مرسلة ، كما في التقريب ( ص 378 ) ،
و شيخ نعيم مبهم .
شرح الحديث :-
أولاً : تعريف نهر الفرات : هو بالضم ثم التخفيف ، و آخره تاء مثناة من فوق
، والفرات في أصل كلام العرب أعذب المياه ، و مخرج الفرات فيما زعموا من
أرمينية ثم من قاليقلا قرب خلاط و يدور بتلك الجبال حتى يدخل أرض الروم إلى
ملطية ، و يصب فيها أنهاراً صغار ، ثم يمر بالرقة ثم يصير أنهاراً لتسقي
زروع السواد بالعراق ، و يلتقي بدجلة قرب واسط ، فيصيران نهراً واحداً
عظيماً يصب في بحر الهند الخليج العربي - ، أنظر : معجم البلدان ( 4 / 241
242 ) .
ثانياً : الكلام على المعنى الإجمالي للحديث :
يقول الإمام النووي رحمه الله - في معنى انحسار الفرات : ومعنى انحساره ،
انكشافه لذهاب مائه ، وقد يكون بسبب تحول مجراه ، فإن هذا الكنز أو هذا
الجبل مطمور بالتراب ، و هو غير معروف ، فإذا ما تحول مجرى النهر لسبب من
الأسباب ، و مر قريباً من هذا الجبل كشفه ، و الله أعلم بالصواب . أهـ .
شرح صحيح مسلم ( 18 / 98 ) .
يقول الحافظ ابن حجر عن سبب تسميته بالكنز ، في الحديث الأول ، و عن سبب
تسميته بجبل من ذهب في الحديث الثاني : و سبب تسميته كنزاً باعتبار حاله
قبل أن ينكشف ، و تسميته جبلاً للإشارة إلى كثرته . الفتح ( 13 / 80 ) .
أما معنى أن يقتتل عليه الناس فيقتل من كل مائة تسعة و تسعون و لا ينجو إلا
واحد ، الظاهر من معنى هذا الحديث أن القتال يقع بين المسلمين أنفسهم ،
لأن قتال المسلمين مع أعدائهم من يهود ونصارى وغيرهم يسمى ملاحم .
ثالثاً : بيان زمن حدوث ذلك :
و قد اختلف الأئمة في تحديد زمن حدوث ذلك ، فذهب الإمام البخاري إلى أنه
يقع مع خروج النار ، و يظهر ذلك من صنيعه أي من صنيع الإمام البخاري - ، إذ
أدخل حديث حسر الفرات تحت باب خروج النار ، و أورد حديث أبي هريرة و حارثة
بن وهب و لفظ حديث حارثة هو : تصدقوا ، فسيأتي عليكم زمان يمشي الرجل
بصدقته ، فيقول الذي يأتيه بها : لو جئت بها بالأمس ؛ لقبلتها فأما الآن
فلا حاجة لي بها فلا يجد من يقبلها عقب الباب المذكور مباشرة تحت باب لم
يترجم له بشيء ، مما يدل على أنه متعلق به ، فهو كالفصل منه ، و من ثم يؤخذ
السبب في عدم قبول الناس ما يعرض عليهم من الأموال ، و كذلك سبب النهي عن
أخذ شيء مما يحسر عنه الفرات ، و هو انشغالهم بأمر الحشر ، بحيث لا يلتفت
أحد منهم إلى المال بل يقصد أن يتخفف منه ما استطاع . الفتح ( 13 / 81 82 )
.
و ذهب الحليمي في المنهاج في شعب الإيمان إلى أنه يقع في زمن عيسى بن مريم
عليهما السلام ، فإنه ذكر حديث حسر الفرات ثم قال : فيشبه أن يكون هذا
الزمان الذي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن المال يفيض فيه فلا يقبله
أحد ، و ذلك في زمان عيسى عليه السلام ، و لعل سبب هذا الفيض العظيم ذلك
الجبل مع ما يغنمه المسلمون من أموال المشركين ، والله أعلم . المنهاج ( 1 /
430 ) .
و ذكر القرطبي نفس كلام الحليمي و أقره على ذلك ، أنظر التذكرة ( ص 750 ) .
و هناك حديث يؤيد هذا القول ، روى البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة
مرفوعاً ، و فيه : والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكماً
عدلاً .. .. إلى أن قال : و يفيض المال حتى لا يقبله أحد . البخاري كتاب
الأنبياء باب نزول عيسى عليه السلام ( 6 / 490 191 ) .
أما ابن حجر فإنه لم يحدد لحديث حسر الفرات عن جبل من ذهب زمن معين ، لكنه
ذكر ما ذهب إليه البخاري من أنه يقع عند الحشر ، و ذلك أثناء تعرضه لبيان
الحكمة التي لأجلها نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الأخذ منه ، و قد عد
ذلك أي حسر الفرات عن جبل من ذهب صاحب الإشاعة ، من الأمارات التي تدل على
قرب خروج المهدي . الإشاعة ( ص 91 ) ، و الذي دفعه إلى القول بذلك ما رواه
ابن ماجة من حديث ثوبان مرفوعاً : يقتتل عند كنزكم ثلاثة ، كلهم ابن خليفة .
ثم ذكر الحديث في المهدي ، فإن كان المراد بالكنز الذي في حديث أبي هريرة ،
دل على أنه إنما يقع عند ظهور المهدي قبل نزول عيسى و خروج النار ، و لكن
ليس هناك ما يعين ذلك . الفتح ( 13 / 81 ) .
و يبدو لي والله أعلم أن الأنسب حمل هذه الأحاديث على محمل واحد و هو أن
ذلك يقع بعد نزول عيسى عليه السلام ، حين تخرج الأرض بركتها حتى تشبع
الرمانة الواحدة أهل البيت كلهم ، ولا يبقى في الأرض كافر ، كما جاء في
حديث النواس . ( مسلم ( 4 / 2250- 2255 ) ، في سياق طويل عن قصة الدجال و
يأجوج و مأجوج ونزول عيسى عليه السلام ) .
رابعاً : سبب النهي عن أخذ شيء منه :
أما الحكمة التي لأجلها ورد النهي عن الأخذ من ذلك الجبل الذي يحسر عنه
الفرات ، فقد ذكر العلماء في بيان الحكمة من ذلك عدة أسباب :-
1 - أن النهي لتقارب الأمر و ظهور أشراطه ، فإن الركون إلى الدنيا والاستكثار منها مع ذلك جهل واغترار .
2 - أن النهي عن أخذه لما ينشا عنه من الفتنة والاقتتال عليه .
3 - لأنه لا يجري به مجرى المعدن ، فإذا أخذه أحدهم ثم لم يجد من يخرج حق
الله إليه لم يوفق بالبركة من الله تعالى فيه ، فكان الانقباض عنه أولى .
ذكره الحليمي احتمالاً في المنهاج ( 1/ 430 )
4 - إنما نهى عن الأخذ منه أنه للمسلمين فلا يؤخذ إلا بحقه ، ذكره ابن
التين ، وقال كما حكى عنه الحافظ ابن حجر : و من أخذه و كثر المال ندم
لأخذه ما لا ينفعه ، و إذا ظهر جبل من ذهب ، كَسَدَ الذهب ، و يبدو أن
الإمام البخاري ذهب إلى اختيار القول الأول ، إذ أورد هذا الحديث تحت باب
خروج النار مما يوحي بأنه يرى أن النهي عن الأخذ ورد لأنه عند الحشر و مع
خروج النار ، وهو وقت انشغال الناس بأمر الحشر ، فإذا أخذ منه أحد لا
يستفيد منه سوى الندم .
و ذهب القرطبي إلى اختيار القول الثاني ، و قال : و هو الذي يدل عليه
الحديث . التذكرة ( ص 750 ) . كذلك ذهب إلى اختياره الحافظ ابن حجر واستدل
بحديث أبي بن كعب مرفوعاً : يوشك أن يحسر الفرات عن جبل من ذهب ... ، و ذكر
الحديث . و بهذا الحديث أبطل ما ذهب إليه ابن التين ، و قال : إنما يتم ما
زعم من الكساد لو اقتسمه الناس بينهم بالتسوية و وسعهم كلهم ، فاستغنوا
أجمعين ، فحينئذ تبطل الرغبة فيه ، و أما إذا حواه قوم دون قوم ، فحال من
لم يحصل له منه شيء باق على حاله ، و عَقّبَ على القول بأن النهي ورد لكونه
يقع مع خروج النار ، فقال : ولا مانع أن يكون عند خروج النار للحشر ، لكن
ليس ذلك السبب في النهي عن الأخذ منه والله أعلم . الفتح ( 13 / 81 ) .
خامساً : شبهة والرد عليها :
و ذهب بعض المتأخرين محمد فهيم أبو عبية في تحقيقه لكتاب الفتن والملاحم
لأبن كثير - في حسر الفرات ، إلى معناه حسره عن الذهب البترولي الأسود .
الجواب : و ليس المقصود بهذا الجبل من ذهب النفط أو البترول الأسود ، و ذلك من وجوه :-
1- أن النص جاء فيه جبل من ذهب نصاً لا يحتمل التأويل ، والبترول ليس بذهب على الحقيقة فإن الذهب هو المعدن المعروف .
2- أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن ماء النهر ينحسر عن جبل من ذهب ،
فيراه الناس ، و النفط أو البترول يستخرج من باطن الأرض بالآلات من مسافات
بعيدة .
3 - أن النبي صلى الله عليه وسلم خص الفرات بهذا دون غيره من البحار
والأنهار ، والنفط نراه يستخرج من البحار كما يستخرج من الأرض ، و في أماكن
كثيرة متعددة .
4 - أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن الناس سيقتتلون عند هذا الكنز ، و
لم يحصل أنهم اقتتلوا عند خروج النفط من الفرات أو غيره ، بل إن النبي صلى
الله عليه وسلم نهى من حضر هذا الكنز أن يأخذ منه شيئاً ؛ كما هي الرواية
الأخرى عن أبي بن كعب رضي الله عنه ، ومن حمله على النفط ، فإنه يلزمه على
قوله هذا النهي عن الأخذ من النفط ، ولم يقل به أحد . أنظر : إتحاف الجماعة
( 2 / 185 186 ) فقد ذكر الشيخ حمود التويجري وجوهاً كثيرة للرد على هذه
الشبهة .
شرح حديت (سيخرج قوم في آخر الزمان أحداث الأسنان سفهاء الأحلام)
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته احبتي الكرام
هذا حديت شغل بال كتير من الشباب وسألوني فيه من هم المقصودون يهذا الحديت وسألوني عنه كتيرا ورواه لهم احد من يطلقون علي انفسهم السلفيه اتباع ربيع المذخلي فأتيت لكم به
------------------------------------------------------------------------
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وعبد الله بن عامر بن زرارة، قالا: حدثنا أبو بكر بن عياش، عن عاصم، عن زر عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله : (يخرج في آخر الزمان قوم أحداث الأسنان سفهاء الأحلام، يقولون من خير قول الناس، يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون عن الإسلام كما يمرق السهم من الرمية، فمن لقيهم فليقتلهم، فإن قتلهم أجر عند الله لمن قتلهم) ]. وهذا الحديث جاء معناه في الصحيح، وفيه وصف الخوارج، وأنهم حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام. ومعنى: (حدثاء الإسلام) أي: صغار السن، ومعنى: (سفهاء الأحلام) أي: عقولهم ضعيفة، (يقولون من خير قول الناس) وفي اللفظ الآخر في الصحيح: (يقولون من قول خير البرية). وقوله: (يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم)، وفي لفظ آخر: (لا يجاوز تراقيهم) وفي اللفظ الآخر:: (لا يوجد حناجرهم)، وفي لفظ آخر: (يحقر أحدكم صلاته عند صلاتهم، وصيامه عند صيامهم، يمرقون من الدين)، وفي لفظ: (يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية). وقوله: (فمن لقيهم فليقتلهم، فإن في قتلهم أجراً لمن قتلهم عند الله)، وفي لفظ آخر: (فإن لقيتهم لأقتلهم قتل عاد). وجمع من أهل العلم على كفر الخوارج، قالوا: هذا يدل على كفرهم؛ لأن النبي قال: (يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية)، وفي اللفظ الآخر: (يمرقون من الإسلام ثم لا يعودون إليه). وشبههم بقوم عاد وهم كفرة، وأمر بقتلهم وقال: (يمرقون من الإسلام)، وذكر في اللفظ الآخر أن من أوصافهم: (يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان). وجمهور العلماء على أنهم مبتدعة، والصحابة عاملوهم معاملة المبتدعة، فالجمهور قالوا: إنهم متأولون فلا يكفرون، واستدلوا بقول علي رضي الله عنه لما سئل: أكفار هم؟ قال: (من الكفر فروا)، فالصحابة عاملوهم معاملة المبتدعة، وأيضاً وردت عنه روايتان رواية بكفرهم ورواية بعدم كفرهم. فالجمهور على أنهم مبتدعة، والصحابة عاملوهم معاملة المبتدعة ولم يعاملوهم معاملة الكفار، والقول بالكفر قول قوي؛ لهذه الأحاديث. ومن عنده علم له أن يناظرهم كما فعل علي رضي الله عنه، عند أن أذن لـابن عباس أن يناظرهم، وخطب فيهم ابن عباس حتى رجع أكثرهم، أي: مجموعة كبيرة من الخوارج استفادوا من خطبة ابن عباس ورجعوا، والباقي استمروا فقاتلهم علي رضي الله عنه. قال المحقق في إسناد هذا الحديث: إسناده حسن، من أجل أبي بكر بن عياش ، و عاصم هو ابن بهدلة . ومعنى هذا الحديث ثابت في الصحيحين. وهنا قال: (يخرج في آخر الزمان)، وفي الصحيح: (يخرج قوم) وهذا اللفظ -أي: (في آخر الزمان)- فيه احتمال أن الذين خرجوا في زمان علي هم في آخر الزمان؛ لأن هذه الأمة هي آخر الأمم. والذين خرجوا في زمان علي رضي الله عنه لهم أتباع إلى يوم القيامة يعتقدون عقيدتهم ويكفرون المسلمين بالمعاصي ويرون الخروج عليهم على ولاة الأمور، ولا يرون البيعة لولاة الأمور، وإنما يرون الخروج عليهم؛ لأنهم يكفرون بالمعاصي، ولا يرون البيعة، ولهذا في زمان الدولة الأموية وجدت فرق من الناس كثيرة متعددة قاتلوا الخوارج، وقاتلهم الحجاج بن يوسف سنين. والخوارج أصلهم وأولهم هو الذي اعترض على النبي ، وقال له: (اعدل يا محمد! فإنك لم تعدل! قال: ويحك! فمن يعدل إذا لم يعدل الله ورسوله؟ فاستأذن خالد رضي الله عنه في قتله قال: دعه فإنه يخرج من ضئضئي هذا قوم تحقرون صلاتكم إلى صلاتهم، وصيامكم إلى صيامهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية). والخوارج يقابلهم المرجئة، ولا يقارن بينهم، فكل منهما له عقيدة، والمرجئة طبقات، فالمرجئة الغلاة كفرة، وهم الجهم بن صفوان وأتباعه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته احبتي الكرام
هذا حديت شغل بال كتير من الشباب وسألوني فيه من هم المقصودون يهذا الحديت وسألوني عنه كتيرا ورواه لهم احد من يطلقون علي انفسهم السلفيه اتباع ربيع المذخلي فأتيت لكم به
------------------------------------------------------------------------
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وعبد الله بن عامر بن زرارة، قالا: حدثنا أبو بكر بن عياش، عن عاصم، عن زر عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله : (يخرج في آخر الزمان قوم أحداث الأسنان سفهاء الأحلام، يقولون من خير قول الناس، يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون عن الإسلام كما يمرق السهم من الرمية، فمن لقيهم فليقتلهم، فإن قتلهم أجر عند الله لمن قتلهم) ]. وهذا الحديث جاء معناه في الصحيح، وفيه وصف الخوارج، وأنهم حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام. ومعنى: (حدثاء الإسلام) أي: صغار السن، ومعنى: (سفهاء الأحلام) أي: عقولهم ضعيفة، (يقولون من خير قول الناس) وفي اللفظ الآخر في الصحيح: (يقولون من قول خير البرية). وقوله: (يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم)، وفي لفظ آخر: (لا يجاوز تراقيهم) وفي اللفظ الآخر:: (لا يوجد حناجرهم)، وفي لفظ آخر: (يحقر أحدكم صلاته عند صلاتهم، وصيامه عند صيامهم، يمرقون من الدين)، وفي لفظ: (يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية). وقوله: (فمن لقيهم فليقتلهم، فإن في قتلهم أجراً لمن قتلهم عند الله)، وفي لفظ آخر: (فإن لقيتهم لأقتلهم قتل عاد). وجمع من أهل العلم على كفر الخوارج، قالوا: هذا يدل على كفرهم؛ لأن النبي قال: (يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية)، وفي اللفظ الآخر: (يمرقون من الإسلام ثم لا يعودون إليه). وشبههم بقوم عاد وهم كفرة، وأمر بقتلهم وقال: (يمرقون من الإسلام)، وذكر في اللفظ الآخر أن من أوصافهم: (يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان). وجمهور العلماء على أنهم مبتدعة، والصحابة عاملوهم معاملة المبتدعة، فالجمهور قالوا: إنهم متأولون فلا يكفرون، واستدلوا بقول علي رضي الله عنه لما سئل: أكفار هم؟ قال: (من الكفر فروا)، فالصحابة عاملوهم معاملة المبتدعة، وأيضاً وردت عنه روايتان رواية بكفرهم ورواية بعدم كفرهم. فالجمهور على أنهم مبتدعة، والصحابة عاملوهم معاملة المبتدعة ولم يعاملوهم معاملة الكفار، والقول بالكفر قول قوي؛ لهذه الأحاديث. ومن عنده علم له أن يناظرهم كما فعل علي رضي الله عنه، عند أن أذن لـابن عباس أن يناظرهم، وخطب فيهم ابن عباس حتى رجع أكثرهم، أي: مجموعة كبيرة من الخوارج استفادوا من خطبة ابن عباس ورجعوا، والباقي استمروا فقاتلهم علي رضي الله عنه. قال المحقق في إسناد هذا الحديث: إسناده حسن، من أجل أبي بكر بن عياش ، و عاصم هو ابن بهدلة . ومعنى هذا الحديث ثابت في الصحيحين. وهنا قال: (يخرج في آخر الزمان)، وفي الصحيح: (يخرج قوم) وهذا اللفظ -أي: (في آخر الزمان)- فيه احتمال أن الذين خرجوا في زمان علي هم في آخر الزمان؛ لأن هذه الأمة هي آخر الأمم. والذين خرجوا في زمان علي رضي الله عنه لهم أتباع إلى يوم القيامة يعتقدون عقيدتهم ويكفرون المسلمين بالمعاصي ويرون الخروج عليهم على ولاة الأمور، ولا يرون البيعة لولاة الأمور، وإنما يرون الخروج عليهم؛ لأنهم يكفرون بالمعاصي، ولا يرون البيعة، ولهذا في زمان الدولة الأموية وجدت فرق من الناس كثيرة متعددة قاتلوا الخوارج، وقاتلهم الحجاج بن يوسف سنين. والخوارج أصلهم وأولهم هو الذي اعترض على النبي ، وقال له: (اعدل يا محمد! فإنك لم تعدل! قال: ويحك! فمن يعدل إذا لم يعدل الله ورسوله؟ فاستأذن خالد رضي الله عنه في قتله قال: دعه فإنه يخرج من ضئضئي هذا قوم تحقرون صلاتكم إلى صلاتهم، وصيامكم إلى صيامهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية). والخوارج يقابلهم المرجئة، ولا يقارن بينهم، فكل منهما له عقيدة، والمرجئة طبقات، فالمرجئة الغلاة كفرة، وهم الجهم بن صفوان وأتباعه
الدعاء سلاح المؤمن – شارك بسلاحك في نصرة اخوانك في سوريا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إستشعارا لما نحن فيه من نعم الله الكثيرة التي نتقلب فيها في كل وقت وكل حين وعلى راسها ان الله اطعمنا من جوع وامنا من خوف
وإستشعار لما يحدث لاخواننا في سوريا من ظلم وجور
وما يمليه علينا الواجب تجاه هؤلاء المظلومين من نصرتهم والوقوف بجانبهم
قال البراء بن عازب رضي الله عنه:"أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبع ونهانا عن سبع. أمرنا بعيادة المريض، واتباع الجنائز، وتشميت العاطس، وإبرار القسم أو المقسم، ونصر المظلوم..." .الحديث [رواه البخاري ومسلم].
ننصرهم من خلال مانملكه من اقوى سلاح يستخدمه المسلم في جلب الخير ودفع الضر، قال : صلى الله عليه وسلم (من فُتح له منكم باب الدعاء فتحت له أبواب الرحمة، وما سُئل الله شيئاً يُعطى أحب إليه من أن يُسأل العافية، إن الدعاء ينفع مما نزل وما لم ينزل، فعليكم عباد الله بالدعاء )رواه الترمذي وحسنه الألباني.
وهو سلاح استخدمه الأنبياء في أصعب المواقف، فها هو النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة بدر عندما نظر إلى المشركين وهم ألف وأصحابه ثلاثمائة وتسعة عشر استقبل القبلة ثم رفع يديه قائلاً: ) اللهم أنجز لي ما وعدتني، اللهم آت ما وعدتني، اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعبد في الأرض ( فما زال يهتف بالدعاء ماداً يديه، مستقبل القبلة حتى سقط رداؤه، فأتاه أبوبكر فأخذ رداءه وألقاه على منكبه ثم التزمه من ورائه وقال: ( يا نبي الله، كفاك منشدتك ربك، فإنه سينجز لك ما وعدك ) رواه مسلم
اخواني اوصيكم ونفسي بنصرة اخواننا السنة من المسلمين المضدهدين اوصيكم ان لا نتخاذل وان لا ننسى واجبنا تجاههم .. قال : صلى الله عليه وسلم
"ما من امرئ يخذل امرءا مسلما في موطن ينتقص فيه من عرضه،
وينتهك فيه من حرمته، إلا خذله الله تعالى في موطن يحب فيه نصرته،
وما من أحد ينصر مسلما في موطن ينتقص فيه من عرضه،
وينتهك فيه من حرمته، إلا نصره الله في موطن يحب فيه نصرته". [رواه أحمد وحسنه الألباني].
قولوا اللهم امين
اللهم يا ودود يا ودود ياودود ياذا العرش المجيد يامبدئ يامعيد يافعالا لما يريد نسألك بنور وجهك الذي ملأ أركان عرشك وبقدرتك التى قدرت بها على جميع خلقك وبرحمتك التى وسعت كل شئ، لا إله إلا أنت برحمتك نستغيث ياغياث المستغيثين أغثنا من طاغية سوريا واعوانه من النصيرين ياغياث المستغيثين أغثنا من طاغية سوريا واعوانه من النصيرين ياغياث المستغيثين أغثنا من طاغية سوريا واعوانه من النصيرين
اللهم اهلك هذه العصابة الباغية المتجبرة التي ذبحت الاطفال وانتهكت الحرمات وقتلت العلماء وعاثت في الارض فساد
اللهم ياموضع كل شكوى ياشاهد كل نجوى وياعالم كل خفية، وياكاشف كل بلية يامجيب دعوة المضطرين ندعوك يا إلهنا دعاء من اشتدت فاقته وضعفت قوته وقلت حيلته دعاء الغريق الملهوف المكروب المشغوف الذى لا يجد لكشف مانزل به إلا أنت ولا إله إلا أنت فارحمنا ياأرحم الراحمين واكشف عنا مانزل بنا وإخواننا في سوريا عدونا وعدوك بشار الاسد وقواته واعوانه من النصيرين يارب العالمين إنك على كل شئ قدير
اللهم إنا أشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا و هوانننا على الناس. أنت رب العالمين، أنت رب المستضعفين وأنت ربنا. إلى من تكلنا يا ربإلى بعيد يتجاهمنا أم إلى عدو ملكته أمرنا. إن لم يكن بك علينا غضب فلا نبالى غير ان عافيتك اوسع لنا إكفنا في طاغية سوريا واعوانه بجند من جندك اللهم ارنا فيهم ما رأيناه في غيرهم من الجبارين
إستشعارا لما نحن فيه من نعم الله الكثيرة التي نتقلب فيها في كل وقت وكل حين وعلى راسها ان الله اطعمنا من جوع وامنا من خوف
وإستشعار لما يحدث لاخواننا في سوريا من ظلم وجور
وما يمليه علينا الواجب تجاه هؤلاء المظلومين من نصرتهم والوقوف بجانبهم
قال البراء بن عازب رضي الله عنه:"أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبع ونهانا عن سبع. أمرنا بعيادة المريض، واتباع الجنائز، وتشميت العاطس، وإبرار القسم أو المقسم، ونصر المظلوم..." .الحديث [رواه البخاري ومسلم].
ننصرهم من خلال مانملكه من اقوى سلاح يستخدمه المسلم في جلب الخير ودفع الضر، قال : صلى الله عليه وسلم (من فُتح له منكم باب الدعاء فتحت له أبواب الرحمة، وما سُئل الله شيئاً يُعطى أحب إليه من أن يُسأل العافية، إن الدعاء ينفع مما نزل وما لم ينزل، فعليكم عباد الله بالدعاء )رواه الترمذي وحسنه الألباني.
وهو سلاح استخدمه الأنبياء في أصعب المواقف، فها هو النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة بدر عندما نظر إلى المشركين وهم ألف وأصحابه ثلاثمائة وتسعة عشر استقبل القبلة ثم رفع يديه قائلاً: ) اللهم أنجز لي ما وعدتني، اللهم آت ما وعدتني، اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعبد في الأرض ( فما زال يهتف بالدعاء ماداً يديه، مستقبل القبلة حتى سقط رداؤه، فأتاه أبوبكر فأخذ رداءه وألقاه على منكبه ثم التزمه من ورائه وقال: ( يا نبي الله، كفاك منشدتك ربك، فإنه سينجز لك ما وعدك ) رواه مسلم
اخواني اوصيكم ونفسي بنصرة اخواننا السنة من المسلمين المضدهدين اوصيكم ان لا نتخاذل وان لا ننسى واجبنا تجاههم .. قال : صلى الله عليه وسلم
"ما من امرئ يخذل امرءا مسلما في موطن ينتقص فيه من عرضه،
وينتهك فيه من حرمته، إلا خذله الله تعالى في موطن يحب فيه نصرته،
وما من أحد ينصر مسلما في موطن ينتقص فيه من عرضه،
وينتهك فيه من حرمته، إلا نصره الله في موطن يحب فيه نصرته". [رواه أحمد وحسنه الألباني].
قولوا اللهم امين
اللهم يا ودود يا ودود ياودود ياذا العرش المجيد يامبدئ يامعيد يافعالا لما يريد نسألك بنور وجهك الذي ملأ أركان عرشك وبقدرتك التى قدرت بها على جميع خلقك وبرحمتك التى وسعت كل شئ، لا إله إلا أنت برحمتك نستغيث ياغياث المستغيثين أغثنا من طاغية سوريا واعوانه من النصيرين ياغياث المستغيثين أغثنا من طاغية سوريا واعوانه من النصيرين ياغياث المستغيثين أغثنا من طاغية سوريا واعوانه من النصيرين
اللهم اهلك هذه العصابة الباغية المتجبرة التي ذبحت الاطفال وانتهكت الحرمات وقتلت العلماء وعاثت في الارض فساد
اللهم ياموضع كل شكوى ياشاهد كل نجوى وياعالم كل خفية، وياكاشف كل بلية يامجيب دعوة المضطرين ندعوك يا إلهنا دعاء من اشتدت فاقته وضعفت قوته وقلت حيلته دعاء الغريق الملهوف المكروب المشغوف الذى لا يجد لكشف مانزل به إلا أنت ولا إله إلا أنت فارحمنا ياأرحم الراحمين واكشف عنا مانزل بنا وإخواننا في سوريا عدونا وعدوك بشار الاسد وقواته واعوانه من النصيرين يارب العالمين إنك على كل شئ قدير
اللهم إنا أشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا و هوانننا على الناس. أنت رب العالمين، أنت رب المستضعفين وأنت ربنا. إلى من تكلنا يا ربإلى بعيد يتجاهمنا أم إلى عدو ملكته أمرنا. إن لم يكن بك علينا غضب فلا نبالى غير ان عافيتك اوسع لنا إكفنا في طاغية سوريا واعوانه بجند من جندك اللهم ارنا فيهم ما رأيناه في غيرهم من الجبارين
الموضوع الأصلي: الدعاء سلاح المؤمن – شارك بسلاحك في نصرة اخوانك في سوريا || الكاتب: عبر الاثير || المصدر: منتديات المسافر
ماذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم عن سوريا بآخر الزمان
و لو تركك العالم يا حبيبتي سوريا ما أنا بتاركك،لا اله الا الله محمد رسول الله
لو فتح لي باب الجهاد في سوريا لاتيتك في سبيل الله و الله بنصر المومنين بسوريا
لو فتح لي باب الجهاد في سوريا لاتيتك في سبيل الله و الله بنصر المومنين بسوريا
لقدير
أبشروا يا أهل الشام.. فإن نصر الله قريب ! / محمد الشيخي
وعْدُ الله بزوال إسرائيل
وعْدُ الله بزوال إسرائيل
قال الله
في سورة الإسراء (سورة بني إسرائيل):
]سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً
مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا
حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ {1}
وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ أَلاَّ
تَتَّخِذُواْ مِن دُونِي وَكِيلاً {2} ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ
إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا {3} وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي
الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا
كَبِيرًا {4} فَإِذَا جَاء وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا
لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا
مَّفْعُولاً {5} ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم
بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا {6} إِنْ أَحْسَنتُمْ
أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاء وَعْدُ
الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ
أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيرًا {7} عَسَى رَبُّكُمْ
أَن يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ
حَصِيرًا {8} [.
يخبرنا
الله أن اليهود سيسيطرون على الأرض مرتين: الأولى هي الآن و قد شارفت على الانتهاء
على يد المسلمين و الثانية تكون على يد المسيح الدجال.
لسورة
الإسراء اسم توقيفي آخر هو سورة بني إسرائيل، و قد بدأت بالحديث عن إسراء الرسول r من المسجد الحرام في مكة المكرمة إلى المسجد الأقصى
في بيت المقدس، ثم أشارت إلى البركة التي جعلها الله في المسجد الأقصى و ما حوله،
ثم انتقلت مباشرة انتقالاً تاريخياً من الرسالة الإسلامية إلى رسالة موسى نبي بني
إسرائيل u، و إلى التوراة و ما
كلف الله بني إسرائيل فيها. و أخبرتنا عن إفسادين كبيرين مقترنين بالعلو الكبير
يقعان على أيدي اليهود، و أطلعتنا على وضع اليهود في كل منهما، و حدّدت ملامح
الرجال العباد الربانيين، الذين يزيلون الإفسادين اليهوديين، و كان تركيزها على
الإفساد الثاني اليهودي أكبر.
إن الله
يريد تعريفنا على طبيعة صراعنا مع اليهود، و هو صراع بين رسالتين: رسالة الحق التي
يمثلها المسلمون، و رسالة الباطل التي يمثلها اليهود.
مفهوم البركة حول المسجد الأقصى
قال أكثر
المفسرين في قوله تعالى: ]المسجد الأقصى الذي باركنا
حوله[ أن البركة تشمل بلاد
الشام بأكملها. قال زهير بن محمد التميمي: «إن الله تبارك و تعالى، بارك ما بين
العريش و الفرات و فلسطين، و خَصّ فلسطين بالتقديس»[1].
و قد ثبت في الأحاديث الصحيحة المتواترة بمجموعها أن أرض الشام هي مقر الطائفة
المنصورة المجاهدة. قال رسول الله r:
«لا تَزَالُ
طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى النَّاسِ. يَرْفَعُ اللَّهُ قُلُوبَ
أَقْوَامٍ فَيُقَاتِلُونَهُمْ وَ يَرْزُقُهُمُ اللهُ مِنْهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ
أَمْرُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَ هُمْ عَلَى ذَلِكَ. أَلا إِنَّ عُقْرَ دَارِ
الْمُؤْمِنِينَ الشَّامُ وَ الْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى
يَوْمِ الْقِيَامَةِ»[2]. و عن ميمونة بنت سعد مولاة النبي
r، قالت: «يا نبي الله.
افتنا في بيت المقدس». فقال «أرض المحشر و المنشر». و قال كذلك «الشام أرض المحشر و المنشر»[3].
و قد
يخطئ بعض الناس في فهم البركة فيما حول المسجد الأقصى. فيقصرها على البركة
الزراعية فهي الأرض التي تدر زيتوناً و عنباً. صحيح أن هذه البركة موجودة لكنها
بركة من بركات كثيرة، و مظهر من مظاهر البركة العديدة، فهي مباركة بركة إيمانية،
فللإيمان فيها وجود راسخ ثابت أصيل، قبل إبراهيم u
و بعده، و هي بلاد نبوات و رسالات، و هي مباركة بركة إيمانية قديمة و معاصرة و
مستقبلية. فتاريخها الأصيل هو تاريخ للإسلام و الإيمان و العبودية لله، و هي
مباركة بركة جهادية حضارية حركية، فعليها كان يسجل التاريخ الإيماني منعطفاته
الخطيرة و أحداثه العظيمة. و عليها كان يسجل التاريخ الجاهلي هزائمه و نكساته و
زواله. التاريخ عليها حي فاعل متحرك لا يتوقف، و تُقدم أعوامه و شهوره و أيامه
مفاجآت عجيبة و أحداثاً خطيرة و معارك فاصلة، و زوال دول و أنظمة و ولادة أخرى.
عليها
قُصِم الرّومان و الفرس و الصليبيون و التتار، و عليها سيقصم الله اليهود و يدمر
كيانهم، و عليها سيقتل الله المسيح الدجال و عليها سيبيد الله جحافل يأجوج و
مأجوج. و هي مباركة بركة سياسية، فهي أرض الابتلاء و الامتحان، و هي أرض الكشف و
الفضح، هي التي تكشف الخونة، و تفضح العملاء و الرايات و الشعارات و الدعوات.
سرّ الربط بين المسجد الحرام و المسجد الأقصى
ربطت
سورة الإسراء ربطاً دقيقاً بين المسجد الحرام و المسجد الأقصى. و هناك سر بديع
لطيف للربط بين المسجدين. فمن بعض حِكم هذا الربط:
1.
المسجد الأقصى و ما حوله شهد وجود رسالات سابقة، منها اليهودية و النصرانية، كان
أصحابها هم الخلفاء على الناس، و الأمناء على الدين و الإيمان، و الوارثين للأرض
المباركة. و المسجد الحرام شهد بداية الرسالة الجديدة الخاتمة، و ولادة الأمة
الإسلامية أمة الخلافة و الوراثة و الأمانة. فبما أن الأمة الجديدة تقيم حول
المسجد الحرام، فلا بد لها كي تحقق خلافتها و أمانتها على البشرية من أن تتملك ما
حول المسجد الأقصى، و أن ترثه هي من الذين يقيمون حوله.
2. أن
السورة تريد من المسلمين أن يُحسنوا النظر للمسجد الأقصى و ما حوله فهو مبارك و
مقدس كبركة و قدسية المسجد الحرام و ما حوله.
3. تحذير
المسلمين من المؤامرات المعادية ضد المسجدين، و من أطماع الأعداء الكافرين في
المسجدين، و أن الخطر الذي يتهدد المسجد الأقصى، هو الخطر الذي يتهدد المسجد
الحرام. فلما أخذ الصليبيون الأقصى و ما حوله، و استقرو فيه، توجهت أنظارهم و
برامجهم و مطامعهم نحو المسجد النبوي في المدينة المنورة، و المسجد الحرام في مكة
المكرمة، فقام " أرناط -ملك الكرك الصليبي- بعدة محاولات لاحتلال بلاد
الحجاز، كادت تنجح لولا أن الله هيأ لهذه الأمة نور الدين الزنكي و صلاح الدين
الأيوبي.
النبوءة القرآنية
قال
سبحانه و تعالى: ]سبحان
الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى
الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير (1) و آتينا
موسى الكتاب و جعلناه هدى لبني إسرائيل ألاَّ تتخذوا من دوني وكيلا (2) ذرية من
حملنا مع نوح إنه كان عبداً شكورا (3) و قضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب
لتفسدن في الأرض مرتين و لتَعلُن علواً كبيرا (4) فإذا جاء
وعدُ أولاهُما بعثنا عليكم عباداً لنا
أولي بأسٍ شديد فجاسوا خلال الديار و كان وعداً مفعولا (5) ثم رددنا
لكم الكرة عليهم و أمددناكم بأموالٍ و بنين و جعلناكم أكثر نفيرا (6) إن
أحسنتم أحسنتم لأنفسكم و إن أسأتم فلها. فإذا جاء وعد الآخرة
لِيَسُوئوْ وجوهكم و ليدخلوْ المسجد كما دخلوه أول مرة و
لِيُتَبِّروْ ما عَلَوْ تَتْبيرا (7) [
و قال تعالى
في آخر السورة عن الإفساد الثاني ]وَ قُلْنَا مِن بَعْدِهِ
لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوْ الأَرْضَ، فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ جِئْنَا
بِكُمْ لَفِيفًا {104}[
تبدأ
الآية بذكر الإسراء و المعراج لتذكرنا بأهمية و قدسية المسجد الأقصى و ما حوله من
الأراضي المقدسة. و بعد أن تربط الآية بين المسجد الحرام و المسجد الأقصى لتأكد
على البعد الديني في المعركة حوله، فإنها تذكّر اليهود بعهد الله إليهم في التوراة
التي أشار الله لها بكلمة ]الكتاب[، فهم يعلمون هذه النبوءة بالتفصيل. ثم تذكّرهم بأن
أجدادهم كانو صالحين. و لم يقل الله ذرية نوح و إنما قال ]ذرية من حملنا مع نوح[ ليؤكد على أن أجدادهم كانو من الصالحين الذين
أنجاهم الله، و هم أيضاً من ذرية نوح الذي كان صالحاً. ثم يذكر الله أنه سيسمح
لبني إسرائيل بأن يحكمو الأرض مرتين. فلو قال كتبنا على بني إسرائيل لكان فيه
إجبار لهم على ذلك و لكنه قال ]و قضينا إلى بني إسرائيل[، فمعناه أنه سيهيئ لهم ظروفاً تسمح لهم بالسيطرة
على الأرض مرتين، أي أنه شاء ذلك و المشيئة تختلف عن الإرادة. و يخبرنا الله أنهم
سيفسدون في الأرض، فلا من فساد اليوم أو فتنة أو حرب أو خراب إلا كان اليهود من
ورائه، و قد عَلَو في الأرض و استبدو فيها. و قد شارفت هذه المرحلة على الانتهاء.
ثم سيبعث الله المسلمين عليهم فينتصر المسلمين و يستولون على المسجد الأقصى، لأن
الله قال عند انتهاء المرة الأولى ]ليدخلوا المسجد كما دخلوه
أول مرة[، فيكون أن اليهود
سيستولون على المسجد الأقصى في المرتين ثم يحرره المسلمون منهم بعد كل مرة. و إن
زوال إسرائيل وعد قرآني قاطع ]و كان وعداً مفعولا[. و تظهر الخلافة الراشدة مرة أخرى ثم يظهر المهدي
فيقود المسلمين للنصر على الروم النصارى (الأوْرُپـيّـيـن و الأمـيـركـيـيـن) في
حرب تسمى بالملحمة الكبرى. ثم يظهر المسيح الأعور الدجال، فينقاد له اليهود و
يتبعه البدو الجهلاء[4] و يفتن كثير من
النساء. و هنا يتفوق اليهود على المسلمين مالاً و عدداً و عديداً لما يلحق بهم من
سائر الأمم و يحتلون المسجد الأقصى. ثم ينزل الله المسيح عيسى بن مريم في دمشق و
اليهود محاصرون لها، فيُهزم الدجال و يقول الحجر و الشجر يا مسلم ورائي يهودي
فاقتله. فيقتل المسلمون اليهود كلهم، فيدخل الناس كافة بالإسلام و يعم السلام
بالأرض و يدوم المسيح بالأرض أربعين سنة[5].
و قد
اختلف الفقهاء في تفسير هذه الآيات اختلافاً شديداً و أخطئ من ظنّ أن هاتين
المرَّتين كانتا قبل الإسلام. و جميع تفاسير القدماء لا تنطبق عليها الأحداث التي
وردت في الآيات، فلا بد من إعادة النظر في فهم النصوص و أحداث التاريخ. لقد علا
اليهود قديماً و أفسدو إفسادات كثيرة. و نظراً لربط الآيات الكريمة بين المسجد
الأقصى و التاريخ اليهودي، فإننا نؤكّد أن الإفسادين متعلقان بالمسلمين بعد بعثة
نبينا محمد. فاعلم بأن هاتين المرتين لا يمكن أن تحدثان قبل الإسلام، لأن الإفساد
الذي كان لبني إسرائيل في زمن الأنبياء كان إفساداً بلا علو فلم يتجاوز حدود
فلسطين و كانت دولتهم ذليلة مضطهدة من الشعوب المحيطة بها، في حين أن الآية ذكرت
أن العلو مع الإفساد سيشمل الأرض كلها، هذه النقطة الأولى. النقطة الثانية أن
الحديث عن ]عباداً لنا[
جاء في الآية بمعنى تقدم من لفظ القرآن ]الذي أسرى بعبده[، و هي نسبة تكريم و تشريف لهؤلاء في نسبتهم إلى
الله عز و جل. و العبادة اقترنت بالمسجد الأقصى و المسجد الحرام، فهذا اللفظ لا
ينطبق إلا على المسلمين. و النقطة الثالثة أن كلمة إذا في قوله تعالى ]فإذا جاء وعد أولاهما[،
فإذا جاء وعد الآخرة شرطية لما استقبل من الزمان و لا علاقة لما بعدها بما قبلها.
كما أن حرف اللام في قوله تعالى لتفسدن ]لتعلن[، ]ليسوؤ[، ]ليتبرو[،
]ليدخلو[
هي لام الاستقبال. أيضاً كلمة ]بعثنا عليكم[ التي وردت في القرآن سبع مرات جاءت من باب التكريم،
و الله عز وجل لا يمكن أن يورث ذلك لنبوخذ نصَّر أو تيتوس الروماني أو الروم أو
الفرس أو ما إلى ذلك.
تفسير المفسرين القدامى و التعليق عليه
وقد قال
المفسرين الأقدمين بأن الآيات الكريمة تتحدث عن تاريخ اليهود القديم، و هذا خطأ من
عدة وجوه:
1)
الإفساد حصل أكثر من مرة في العصور القديمة و الدمار كذلك: الإفساد الأول كفر
اليهود و الذي سلط الله عليهم جالوت، و الإفساد الثاني كفر اليهود و الذي سلط الله
عليهم الملك البابلي نبوخذ نصر. و قيل الإفساد الأول قتل النبي أشيعاء و الذي سلط
عليهم الله أيضاً نبوخذ نصر. و قيل الإفساد الثاني بقتلهم زكريّا و يحيى عليهم
السلام و الذي سلط عليهم الإمبراطور الروماني تيتوس. وقيل الإفساد الأول قتل يحيى u.
2) و
نلاحظ أن إفساد بني إسرائيل وقع أكثر من مرة و الدمار وقع عليهم أكثر من مرة. و
أقوال المفسرين مضْطَربة لا تؤيدها الوقائع التاريخية، خاصة أنه كان هناك مملكتين
لليهود مملكة يهودا و مملكة إسرائيل. فالآشوريين دمرو مملكة إسرائيل في الشمال عام
722ق.م كلياً و أبادو عشرة أسباط من اليهود عن بكرة أبيهم. و البابليون بقيادة
نبوخذ نصَّر دمرو ملكة يهوذا (و ليس إسرائيل) عام 586ق.م، أي بعد عهد طويل (و هذا
التدمير لم يكن كلياً)، فلا يمكن أن نجمع الحادثتين معاً لبعد الزمن بينهما. بل
حتى تسليط الرومان عليهم كان على دفعات متعددة، و لم يوجِّه الروم لهم ضربة واحدة،
لكنها كانت ضربات دامت عدة قرون تعاقبت على عدة أجيال، بعضهم عاش بسلم تحت حكم
الروم. و المفسرون الأقدمون -يرحمهم الله- معذورون، و ذلك لأنهم كانوا يعيشون في
نظام حكم إسلامي بينما اليهود كانو مشتتين أذلة لا يُتصور أن يكون لهم كيان في
المستقبل.
3) سياق
هذه الآيات الكريمة في حديثها عن "العباد أولي البأس الشديد" ]فجاسو خلال الديار[،
]ثم رددنا لكم الكرة عليهم[، ]ليسوؤ[، ]و ليدخلوا المسجد كما
دخلوه أول مرة[، ]و ليتبرو[،
كلها تتحدث عن صراع أمة واحدة فقط مع اليهود، و هذه هي الأمة الإسلامية. و هذا أقوى
ما نحتج به على المفسرين القدامى فلم يحصل لقوم أنهم غزو إسرائيل مرة ثانية. فهي
للأمة الإسلامية قطعاً.
تفسير بعض العلماء المعاصرين و الرد عليه
و من
العلماء المعاصرين من قال: إنما وقعت مرة واحدة من المرتين، عندما بعث النبي r، و عاهد بني إسرائيل في المدينة، ثم غدرو به و
عادوه و حاربوه، فكانت هذه هي مرة الإفساد الأولى، و قد عاقبهم الله عليها بتسليط
عباد له أولي بأس شديد عليهم، و هم الرسول r
و الصحابة معه، فحاربوهم و انتصرو عليهم. و المرة الثانية هي ما وقع من اليهود
اليوم في فلسطين من تشريد أهل فلسطين و تذبيحهم و تقتيلهم، و هتك حرماتهم، و تخريب
ديارهم التي أُخرجو منها بغير حق، و فرض وجودهم العدواني الدخيل بالحديد و الدم و
الرصاص. و ننتظر اليوم عقوبة الله تعالى لهم، بتسليط المسلمين مرة أخرى عليهم، كما
سلّط عليهم الصّحابة أول مرة.
و قولهم
عن الإفساد الأول خطأ من عدة وجوه:
1) قبائل بني قينقاع و النضير و قريظة لا تمثل
بني إسرائيل في قوتهم و ملكهم، إنما هم شرائح صغيرة من بني إسرائيل بعد أن قُطِّعو
في الأرض أُمما.
2) الرسول r
و الصحابة لم يجوسو خلال ديار بني إسرائيل -كما أشارت الآية الكريمة- إذ لم تكن
لهم ديار، و إنما هي ديار العرب في أرض العرب.
3) الله تعالى قال عن المرة الآخرة: ]و ليدخلو المسجد كما دخلوه أول مرة و ليتبرو ما علو تتبيرا[.
و المسلمون لم يدخلو مسجدهم قبل ذلك بالسيف و القهر، و لم يتبرو ما علو تتبيرا. بل دخلوه أول مرة بالسلم و لم يكن في القدس يهود أصلاً. فالمرة الأولى إذاً هي ما يجري اليوم على أيدي اليهود.
و المسلمون لم يدخلو مسجدهم قبل ذلك بالسيف و القهر، و لم يتبرو ما علو تتبيرا. بل دخلوه أول مرة بالسلم و لم يكن في القدس يهود أصلاً. فالمرة الأولى إذاً هي ما يجري اليوم على أيدي اليهود.
4) إن الأحاديث الصحيحة المتواترة تثبت أن
اليهود سيكون لهم إفساد في آخر الزمان عندما يظهر مسيحهم الدجال، فيطوف في الأرض
كلها إلا المدينة و مكة، و يتبعه خلق كثير. حتى ينزل المسيح عيسى بن مريم على
المنارة البيضاء شرق دمشق فيلحق بالدجال فيقتله و عندها يقول الحجر و الشجر يا
مسلم ورائي يهودي فاقتلني. و تكون هذه نهاية اليهود من على ظهر الأرض. فأين غاب
هذه الإفساد عن العلماء المعاصرين؟
تفسير الآيات القرآنية بالتفصيل:
]و قضينا إلى بني إسرائيل[: إسرائيل هو يعقوب u[6]. و أبناء إسرائيل هم
الأسباط الإثنا عشر، و ما توالد منهم. لكن يُقرُّ اليهود بأنّ هناك عشرة أسباط
ضائعة بسبب أنها اختلطت بالشعوب الأخرى لمّا نفاهم الآشوريون من فلسطين. و يقول
علماء الأجناس إنّ 90% من يهود العالم هم من الأمم التي تهوّدت و لا يرجعون في
أصولهم إلي بني إسرائيل. على ضوء ذلك كيف نقول إنّ يهود اليوم هم أبناء إسرائيل؟
نلخّص الإجابة بما يلي:
1. أصرّ اليهود على تسمية الدولة الأخيرة هذه (إسرائيل)،
فأصبحت البُنُوّة هي بُنُوّة انتماءٍ للدولة. فلا شكّ أنّهم اليوم أبناء إسرائيل.
2. إنّ الحكم على النّاس في دين الله لا يكون على أساس
العرق و الجنس، بل على أساس العقيدة و السلوك. و قد آمن بنو إسرائيل باليهوديّة
على صورة منحرفة، فيُلحقُ بهم كل من يشاركهم في عقيدتهم و شرعهم.
3. الانتماء الحقيقي هو انتماء الولاء، كما يقول الله
تعالى: ]وَ مَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ[[7].
]لتفسدن في الأرض مرتين و
لتَعلُن علواً كبيراً[:
اللام تفيد أنّ الكلام هو إخبار بالمستقبل. و الإفساد قد يكون عن ضعف و ذِلّة،
لكنه هنا علوٍّ و تجبّر.
]فإذا جاء وعد أولاهما...
[
"إذا"
ظرف لما يستقبل من الزمان، أي أن المجيء يأتي بعد نزول آيات الإسراء المكية، و
بالتالي فإن عباد الله الربانيين سيكونون أيضاً بعدها.
]بعثنا عليكم[
كلمة
"بعثنا" توحي أن مجيء هؤلاء الربانيين لم يكن متوقعاً. و من يتوقع اليوم
أن يحرر المسلمين القدس بعد بضع سنين؟!
]عباداً لنا[
هذه
الجملة لا تنطبق إلا على المسلمين لأن الله سماهم "عباداً" و أضافهم
إليهم "لنا". فكلمة "عباد" لا تنطبق على الكافرين السابقين
الذين نسب لهم المؤرخون إزالة الإفسادين مثل بختنصر و غيره. و هناك فرق بين كلمتي
عباد و عبيد لأنه لا ترادف في كلمات القرآن، فكلمة "عبيد" ذُكرت في
القرآن الكريم خمس مرات في الكلام عن الكفار و معظمها بصيغة ]و ما ربك بظلام للعبيد[ أن الله يحاسب الكفار بعدله. أما كلمة
"عباد" فهي مذكورة خمساً و تسعين مرة منها أكثر من تسعين مرة عن
المؤمنين. إن الألف في هذه الكلمة توحي بالعزة و الكرامة و هي صفات المسلم.
]أولي بأس شديد[
و هذه
صفة المؤمنين المجاهدين الصابرين. و لن يهزم إسرائيل اليوم و الدجال غداً إلا هؤلاء.
و إذا علمنا أن إفساد اليهود الثاني سيكون بقيادة الأعور الدجال و سيقضي عليه
المسلمين بقيادة المسيح بن مريم u –كما ورد في الحديث الصحيح- فهذا دلالة قطعية على أن المسلمين هم الذين
سيقضون على الإفساد الأول. فالله تعالى يقول ]ثم رددنا لكم الكرة عليهم[، و لم تكن لليهود كَرَّةً على الأقوام السابقين
الذين حاربوهم.
]فجاسوْ خلال الديار[
الجوس هو
التردد ذهاباً و إياباً. و هذا كناية عن القوة و البطش عند الغزاة المسلمين.
]و أمددناكم بأموال و بنين[
أي أن
قوة اليهود ليست ذاتية بل خارجية، أمدهم الله بها ليقضي عليهم، و يتم بوسيلتين هما
الأموال و البنين، و هذا ما جاء في الأحاديث الصحيحة المتواترة من كثرة عدد أنصار
الأعور الدجال (ملك اليهود المنتظر) و قوة أسلحتهم و مددهم. و هذا من عظيم فتنة
الدجال.
]و جعلناكم أكثر نفيراً[
أي أن
الله عز وجل سيجعل لليهود أعواناً و مؤيدين كما لم يجعل لأحد في التاريخ، إذ لن
تبقى أمة كافرة إلا و تتبع الدجال ملك اليهود. فأي نفير أكبر من هذا؟
]إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم
و إن أسأتم فلها[
هذا رد
على زعم تفرد اليهود على البشرية، و تفضيلهم على باقي الناس، فهي أوهام اخترعوها و
لا أساس لها.
هذا هو الإفساد
الأخير لليهود. تحدث القرآن عن الإفساد الثاني لليهود بقوله ]فإذا جاء وعد الآخرة
ليسوءو وجوهكم[ و بقوله ]فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفاً[.
فكلمة "الآخرة" لا يراد بها يوم القيامة، فليست هي المقابلة للدنيا، و
إنما الآخرة هنا هي المقابلة للأولى، الأولى في قوله ]فإذا جاء وعد أولاهما[ أي المرة الأولى، و الآخرة ]فإذا جاء وعد الآخرة[ أي المرة الثانية في الإفساد، و تدل على أنه سيكون
الإفساد الأخير.
]جئنا بكم لفيفاً[
لقد مضى
على اليهود أكثر من قرن و هم يأتون ملتفين في هجرات متتابعة إلى فلسطين، و لن
يتوقف ذلك حتى يتم تجميع كل اليهود في هذه المنطقة تمهيداً للقضاء عليهم. و قد جاء
في الإسرائيليات أن الأعور الدجال لن يظهر حتى يتجمع اليهود من كل أنحاء العالم في
فلسطين و يعاديهم العالم كله فيأتي الدجال لينصرهم.
اليهود و المسيح الدجال
سيظهر
الدجال –و هو يهودي- في آخر الزمان مِنْ خَلَّةٍ بين الشام و العراق[8] فيتجه لإيران فيخرج له من أصفهان
وحدها سبعون ألف يهودي[9]. و يُجري الله على
يديه الكثير من الأمور الخارقة[10]
ليزيد من فتنته، فيجتمع وراءه خلقٌ عظيمٌ كثيرٌ عامته من اليهود و النساء و
الأعراب[11]. أما العرب يومئذٍ فهم قليلٌ بسبب أنهم
خارجين من ملاحم و حروب شديدة مع الروم، و إمامهم هو محمد بن عبد الله من ذرية
الحسن بن علي بن أبي طالب. فينزل عليهم عيسى بن مريم فيصلي خلف المهدي ثم يكسر
الصليب و يقتل الخنزير و يدعو للإسلام أو الحرب. ثم إنه يقتل الدجال عند باب
اللُّدِّ الشرقي، فيهزمُ الله اليهود[12]. و سيقضي المسلمون على كل يهودي تحقيقاً لقول الرسول r: «لاَ تَقُومُ السّاعَةُ حَتّىَ يُقَاتِلَ
الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ. فَيَقْتُلُهُمُ الْمُسْلِمُونَ. حَتّىَ يَخْتَبِئَ
الْيَهُودِيّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ وَ الشّجَرِ. فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوِ
الشّجَرُ: "يَا مُسْلِمُ يَا عَبْدَ اللّهِ! هَذَا يَهُودِيّ خَلْفِي،
فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ". إِلاّ الْغَرْقَدَ[13]، فَإِنّهُ مِنْ شَجَرِهم»[14].
]و ليدخلوا المسجد كما
دخلوه أول مرة[
يعود
الضمير الفاعل في " ليدخلو" على الضمير الفاعل في ]ليسوءو[. فالذين يسوءون وجوه اليهود هم الذين يدخلون المسجد
كما دخلوه أول مرة، و المراد بالمسجد هنا المسجد الأقصى، و هم المسلمون الذين
دخلوه فاتحين أول مرة عندما حرروه من الرومان في خلافة عمر بن الخطاب t، و تم لهم فتح الشام و نشر الإسلام فيه. فالمعركة
عند الإفساد الثاني بين اليهود و المسلمين ستكون معركة إسلامية إيمانية، و ليست
معركة قومية أو يسارية أو إقليمية و ليست معركة فلسطينية أو عربية أو غير ذلك.
الحجر و
الشجر يقول يا مسلم! يا عبد الله! لا يقول يا قومي و يا ناصري و يا شيوعي و يا
نصراني و يا فلسطيني و يا عربي. ففلسطين لن تحرر لا في المرة الأولى و لا في
الثانية حتى تصبح راية الجهاد إسلامية خالصة، و تكون العصبية الإسلامية هي
المسيطرة تماماً على قلوب العِباد الفاتحين.
]و ليتبّروْ ما علَوْ
تتبيرا [
أي
يدمّرون، و يهلكون، و يُفتّتُونَ كل ما يسيطرون عليه، إهلاكاً، و تدميراً، و تفتيتاً.
وذلك يوحي بأن المقاومة ستكون شديدة تؤدّي إلى رد فعل أشد. و "ما" تدلّ
على العموم و هي بمعنى "كل" و الضمير في "عَلَو" يرجع إلى
المسلمين.
]إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ
يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَ يُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ
يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً (9) وَ أَنَّ الَّذِينَ
لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا[
فهي
بشرى قرآنية للمؤمنين. وإنذار لبني إسرائيل الذين يؤمنون بالله بوجه من الوجوه، و
لكنهم لا يؤمنون بالآخرة. فالعهد القديم يزيد عن الألف صفحة، و مع ذلك لا تجد فيه
نصّاً صريحاً بذكر اليوم الآخر.
و
النبوءة قد تورث الكسل و التقاعس لضعيف الإيمان. أما المؤمن الحقيقي فالنبوءة ترفع
همته و لا تزيده إلا تصميماً على العمل. فعندما حاصرت أحزاب الشرك المدينة. أشاع
المنافقون أن المدينة ستسقط و صارو يحبطون العزائم، حتى بلغت القلوب الحناجر، و
حتى ظن الصّحابة بالله الظنون، فجاءتهم البشرى من الرسول المصطفى r: "اللهُ أكبر! أُعطيتُ مفاتح كِسْرى. الله
أكبر! أُعطيتُ مفاتح قيصر"، فاجتثت اليأس من قلوبهم و دفعتهم للعمل. و لم
نسمع عن واحد منهم جلس في بيته و تقاعس عن الجهاد حتى يأتي نصر الله. فالإنسان يجب
أن يتحرك بين قطبي الخوف و الرجاء. فلا هو باليائس ]إِنَّهُ لا يَيْئَسُ مِنْ
رَوْحِ اللهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الكَافِرُونَ[[15]،
و لا هو بالآمن: ]فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللهِ
إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ[[16].
لطائف قرآنية من الآيات
الأفعال
التي تشير إلى تمكن اليهود ثلاثة هي: "رددن" - "أمددناكم" -
"جعلناكم". الفاعل في الأفعال الثلاثة "نا" يعود إلى الله عز
و جل، فهو يفعل لهم تلك الأفعال وفق حكمته و مشيئته تمهيداً لقضاء المسلمين عليهم.
و عند كلام الآية عن فعل المسلمين بهم، فقد عرضت ثلاثة أفعال مسندة للمسلمين
المجاهدين هي: "ليسوءو" - "و ليدخلو" - "و ليتبرو".
فالفاعل في الأفعال الثلاثة "الواو" يعود على المسلمين. صحيح أن الله هو
الذي يقرِّر و يقدِّر، لكن إسنادها للمسلمين تكريم من الله لهم، و تشريف لهم. إذاً
هي أفعال ثلاثة لليهود تقابلها أفعال ثلاثة للمسلمين.
و هناك
لطيفة قرآنية أخرى فعندما تكلمت الآية عن تحقق الإفساد الثاني لليهود، و عن تدمير
المسلمين له عبرت بحرف الشرط "إذا" فقالت ]فإذا جاء وعد الآخرة،
ليسوءو وجوهكم و ليدخلو المسجد كما دخلوه أول مرة و ليتبرو ما علو تتبيراً[. بينما عبرت بحرف الشرط "إن" عند كلامها
عن إحسان اليهود ]إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم
و إن أسأتم فلها[.
كما عبرت بحرف الشرط "إن" عند كلامها عن عودة اليهود للإفساد ]و إن عدتم عدنا[،
وهناك فرق بين "إذا" و "إن" الشرطيتين. تدخل "إذا"
على فعل الشرط إذا كان متحققاً وقوعه متأكداً منه، لا شك فيه، و تدخل
"إن" على فعل الشرط غالباً إذا كان مستحيل الوقوع أو مشكوكاً في وقوعه.
أي أن الإفساد الثاني لليهود سيتحقق و أن إحسانهم لن يتحقق. و بما أن عودة اليهود
للإفساد بعد تدمير كيانهم في إفسادهم الثاني مستحيلة، عبر عنها بحرف
"إن" التي تدل على هذا المعنى ]إن عدتم عدنا[.
النبوءة الرقمية بفناء إسرائيل
و في
التالي بحث للشيخ بسام الجرّار[17]
نورده للاستئناس فقط، فالأرقام ليست حجة قاطعة كما هي النبوءة الواضحة التي نراها
بالسورة. و هذا ليس من ضرب التنجيم كما يظن البعض، إنما هو نوع من أنواع التأويل
الشرعي. فالنبوءات أحياناً تأتي على صورة رمز يحتاج إلى تأويل كما حصل في الرؤى
الصادقة كرؤيا يوسف u. و مع ذلك يبقى الأمر
مجرد احتمال ظني ليس له دليل يقيني.
1) هناك وجود بناء رياضي معجز يقوم على الرقم
(19) و يتكرر بتواتر في العلاقة بين الشمس و القمر و الأرض. و قد ذكره الله تعالى
بقوله ]عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَر[.
2) نقل بعض الحاخامات، نقلاً عن توراتهم[18] أن دولة إسرائيل هذه ستعمر (76) سنة هجرية
(19x4) أي تنتهي عام
(1443هـ) = 2022م.
3) عدد الكلمات النبوءة من بداية ]و آتينا موسى الكتاب[
حتى ]فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا[ يساوي 1443 كلمة و هو نفس الرقم: (1367هـ قيام
إسرائيل + 76 عمرها = 1443).
4) زمن حادثة الإسراء 621م قبل الهجرة بسنة، و
نهاية إسرائيل كما في السابق 1443هـ. فإن الزمن من الإسراء إلى نهاية إسرائيل
يساوي 1444 وهو (19x76).
5) عندما توفي سليمان u،
انقسمت الدولة إلى: إسرائيل في الشمال و دمرت عام 722=(38x19) ق.م بعد أن حكمها 19 ملكاً، و يهوذا في
الجنوب و قد دمرت عام 586 ق.م و قد حكمها أيضاً 19 ملكاً. فهل سيكون عمر إسرائيل
19 عشر كنيست؟! (4x19=76).
6) سورة يوسف تتحدث عن نشأة بني إسرائيل و عدد
آياتها 111 آية، و سورة الإسراء أو سورة بني إسرائيل تتحدث عن آخر وجود لبني
إسرائيل في الأرض المباركة أيضا آياتها 111 آية. و لا يوجد سورة في القرآن الكريم
آياتها 111 آية. و تنتهي كلمات سورة الإسراء بكلمات مثل وكيلا، شكورا، نفيرا،
لفيفا، و هكذا. فإذا حذفت الكلمات المكررة يبقى 76 كلمة –و هو عمر إسرائيل- (4x19).
7) و في مذنب هالي المرتبط بعقائد اليهود له
دورة مدتها 76 سنة. بداية الدّورة لهذا المذنب عندما يكون في أبعد نقطة عن الشمس،
و تسمى نقطة "الأوج". و يراه أهل الأرض عندما يكون في أقرب نقطة من
الشمس و تسمّى نقطة (الحضيض). هذا المذنب بدأ دورته عام 1948 عندما كان في نقطة
"الأوج" و سيكمل دورته عام 2022.
8) حساب (الجُمَل) عرف عند اليهود و العرب قبل
الإسلام، و وظفه بعض المسلمين في تاريخ الأحداث –مع أنه لا يعتمد إسلامياً–. فإذا
حسبت الآية ]فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا[ يكون المجموع وفق حساب الجمل (2022).
9) تنبأ مناحيم بيغن عندما أعلن في ذروة النجاح
الإسرائيلي الظاهري في الحرب في لبنان عام 1982 أن إسرائيل ستنعم بما نصت التوراة
بمدة (سنوات السلام الأربعين)[19]
إسرائيل اجتاحت لبنان عام 1982+40=2022.
المخطط الزمني لتاريخ إسرائيل
إننا
نستطيع أن نستنتج مما سبق أن إسرائيل لن تعمر إلا 76 سنين إن شاء الله تبارك و
تعالى، ولا نجزم بالأرقام. و هذا يعني أنها ستنتهي نهائياً على يد المسيح u
في عام 2022. فمما سبق نستنتج المخطط الزمني التالي:
· بدأت دولة إسرائيل عام 1367هـ (1948 م)، و
بدأ معها الإفساد و العلو الأول.
·
تنهزم
إسرائيل أمام جيوش المسلمين (و هذا لا يعني بالضرورة نهاية دولة إسرائيل بشكل
كامل) و يدخل المسلمون للمسجد الأقصى للمرة الأولى.
·
بعد ذلك
تبدأ الملحمة الكبرى
بين المسلمين (و يحكمهم إمامهم المهدي) من جهة، و بين الروم (الأوربيين و
الأميركيين) النصارى.
·
يخرج الأعور الدجال (و
هو المسيح عند اليهود و المهدي عند الرافضة) فيقود اليهود لأكبر فساد في الأرض منذ
زمن آدم u.
·
يقتل المسيح بن مريم
المسيح الدجال. ثم يُسلـَّط المسلمون على اليهود، فيقول الحجر يا مسلم ورائي يهودي
فاقتله. و يدخل المسلمون المسجد الأقصى كما دخلوه أول مرة، و هذه نهاية اليهود في
الأرض.
و إن
غداً لناظره قريب، و الله تعالى أعلم.
[2] حسّن الألباني
إسناده في سلسلة الأحاديث الصحيحة (4\603) برقم (1961). أما أن الشام هي مقر
الطائفة المنصورة فقد ثبت ذلك في أحاديث أصح من هذا.
[4] كلمة الأعراب التي
جاءت في الحديث المقصود بها الناس البعيدين عن العلم و الحضارة لأنهم ينخدعون
بمعجزاته السحرية. و ليس المقصود العرب أنفسهم.
[5] الأحاديث الصحيحة
في ذلك كثيرة لا مجال لحصرها هنا لأن هذا الكتاب هو مخصص أصلاً للتكلم عن موضوع
العصبية و ليس عن الملاحم. و من أراد التوسع في هذا المجال فأحسن مرجع هو كتاب إبن
كثير الدمشقي عن ذلك، و قد خرّج أحاديثه و حكم عليها محدّث الشام عبد القادر
الأرناؤوط حفظه الله.
[9] هذا غريب، إذ لا
يبلغ اليهود في إيران بأكملها مثل هذا العدد و لا قريبٌ منه فضلاً عن مدينة أصبهان
نفسها. و لذلك يرجّح بعض الباحثين أن يكون هؤلاء ممن ينتظرون القائم المنتظر الذي
يدعون بفرجه كل يوم. و الأدلة على ذلك كثيرة مستفيضة منها:
1) مهدي الشيعة سيحكم بشريعة آل داود (أي
اليهود). إنظر الأصول في الكافي للكليني (1\ص397–398).
2) المهدي المنتظر يتكلم العبرانيةّ و يحكم بكتاب
جديد غير القرآن (التلمود). إنظر الغيبة للنعماني (ص107).
3) أغلب أتباعه من اليهود. الإرشاد للمفيد الطوسي
(ص402).
[11] إنظر مجمع الزوائد
(7\347) و مسند إسحاق بن راهويه (1\169). و المقصود بالأعراب الجهلة البعيدين عن
العلم و الحضارة سواء كانو عرباً أم عجماً، إذ أن هؤلاء بجهلهم ينخدعون بسهولة
بالأمور الخارقة التي يأتي بها الدجال.
[17] اطلعت على كتاب
"زَوال إسرائيل 2022 م نبوءة أم صدَف رقميّة" للشيخ بسام الجرار –حفظه
الله– رئيس مركز النون للإعجاز العلمي للقرآن، و وضعت على الكتاب بعض الملاحظات.
ثم قرأها و أرسل لي توضيحاً لبعض النقاط. و من ثمّ أرسلت له رسالة تفصيلية في
الأمور التي أعتقد أنه أخطأ بها في حساباته، و لم يرسل لي إجابة عن ذلك.
[19] لا أعرف ماذا قصد
بسنوات السلام الأربعين، إذ أن مقولته تناقض الواقع. و لعل لها مقصوداً خفياً لا
يعلمه إلا اليهود.
الاشتراك في:
الرسائل
(
Atom
)